The Fantom Eng. / M.A.R
عدد الرسائل : 10943 العمر : 35 العمل/الدراسة : جندي مجند بالقوات المسلحة الاقامة : في قلوب أحبابي الأوسمه : السٌّمعَة : 16 نقاط : 15751 تاريخ التسجيل : 23/08/2008
| موضوع: هل أعددت الزاد ؟؟ الخميس يناير 14, 2010 4:43 am | |
| شدوا وثاقها .. وحرموها حواسها ... وشعرت بأنها موضوعة على ما يشبه الهودج .. فيارتفاعه وحركته ...
سمعت صوت حبيبها وسطهم .. ماله لا يعنفهم ... ماله لايمنعهم من أخذها ... ؟؟؟؟صوت الخطوات الرتيبة تمشي على تراب خشن ... ونسائم فجريه باردة تلامس ثيابها البيضاء .. ورغم أنها لا ترى إلا أنها تخيلت الجومن حولها ضبابيا ... وتخيلت الأرض التي هي فيها الآن أرضا خواء مقفرة ..
أخيرا توقفت الخطوات دفعة واحدة وأحست بأنها توضع على الأرض .. وسمعت إلىجوارها حجارة ترفع وأخرى توضع .. ثم حملت ثانية .. وشاع السكون من حولها ... وأحستبالظلام ينخر عظامها ..
ومن أعلى تناهى لسمعها صوت نشيج ... انه ابنها .. نعم هو ... لعله آت لإنقاذها ؟؟لكن ... ماذا تسمع ؟؟ انه يناديها بصوتخفيض : أمي ..
ومن بين الدموع يتحدث زوجها إليه قائلا :
تماسك ... إنما الصبر عند الصدمة الأولى ... ادع لها يا بني ... هيا بنا ..
غلبتهغصة ... وألقى نظرة أخيرة على الجسد المسجى ... فلم يتمالك نفسه أن قال بصوت يقطرألما : لا اله الا الله ... لا اله الا لله ... إنا لله وإنا إليه راجعون ..
كان هذا آخر ما سمعته منه .. ثم دوى صوت حجر رخامي يسقط من أعلى ليسدالفتحة الوحيدة التي كانت مصدر الصوت والنور ....... والحياة ..
صوتالخطوات تبتعد ... إلى أين ؟؟؟ أين تتركوني ؟؟ كيف تتخلوا عني في هذه الوحدة وهذهالظلمة ؟؟نظرت حولها فإذا هي ترى ....... ترى ؟؟؟أي شيء تستطيعأن تراه في هذا السرداب الأسود ؟؟إن ظلمته ليست كظلمة الليل الذي اعتادته ... فذاك يرافقه ضوء القمر .. وشعاع النجوم ..
فينعكس على الأشياء والأشخاص ..
أما هنا فإنها لا تكاد ترى يدها ... بل إنها تشعر بأنها مغمضة العينينتماما ..
تذكرت أحبتها وسمعت الخطوات قد ابتعدت تماما فسرت رعدة في أوصالهاونهضت تبغي اللحاق بهم ... كيف يتركونها وهم يعلمون أنها تهاب الظلام والوحدة ؟؟لكن يدا ثقيلة أجلستها بعنف ..
حدقت فيما خلفها برعب هائل ... فرأت ما لم تره من قبل ... رأت الهول قد تجسد في صورة كائن ... لكن كيف تراه رغمالحلكة ؟؟قالت بصوت مرتعش : من أنت ؟؟فسمعت صوتا عن يمينها يدويمجلجلا : جئنا نسألك ...
التفت .. فإذا بكائن آخر يماثل الأول ..
صمتت في عجز ... تمنت أن تبتلعها الأرض ولا ترى هؤلاء القوم ... لكنهاتذكرت أن الأرض قد ابتلعتها فعلا ..
تمنت الموت لتهرب من هذا الواقع الذيلا مفر منه ... فحارت لأمانيها التي لم تعد صالحة ... فهي ميتة أصلا ..
- من ربك ؟؟
- هاه ..
- من ربك ؟؟
- ربي .. ماعبدت سوى الله طول حياتي ..
- ما دينك ؟؟
- ديني الإسلام ..
- من نبيك ؟؟
- نبيي .......
اعتصرت ذاكرتها ... ما بالهانسيت اسمه ؟؟ ألم تكن تردده على لسانها دائما ؟؟ ألم تكن تصلي عليهفي التشهد خمسمرات يوميا ؟؟بصوت غاضب عاد الصوت يسأل :
- من نبيك ؟؟
- لحظة أرجوك ... لا أستطيع التذكر ..
ارتفعت عصا غليظة في يد الكائن ... وراحت تهوي بسرعة نحو رأسها .. فصرخت ... وتشنجت أعضاؤها ... وفجأة أضاء اسمه فيعقلها فصرخت بأعلى صوتها :
- نبيي محمد ... محمد ...
ثم أغمضتعينيها بقوة ... لكن ..
لم يحدث شيء .. سكون قاتل ..
فتحت عينيهامستغربة فقال لها الكائن الذي اسمه نكير : أنقذتك دعوة كنت ترددينها دائما ( اللهميا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك )
سرت قشعريرة في بدنها .. أرادت أنتبتسم فرحة ... لكنها لم تستطع ... ليس هذا موضع ابتسام .... يا ربي متى تنتهي هذهاللحظات القاسية ..
بعد قليل قال لها منكر : أنت كنت تؤخرين صلاةالفجر .....
اتسعت عيناها ... عرفت أنه لا منجى لها هذه المرة ... لأنه لم يجانب الصواب ... دفعها أمامه ... أرادت أن تبكي فلم تجد للدموع طريقا ... سارت أمام منكر ونكير في سرداب طويل حتى وصلت إلى مكان أشبه بالمعتقلات ...
شعرت بغثيان ... وتمنت لو يغشى عليها ... لكن لم يحدث ..
فاستمرتفي التفرج على المكان الرهيب ...
في كل بقعة كان هناك صراخ ودماء .. عويلوثبور ... وعظام تتكسر .. وأجساد تحرق ... ووجوه قاسية نزعت من قلوبها الرحمة فلاتستجيب لكل هذا الرجاء ..
دفعها الملكان من خلفها فسارت وهي تحس بأن قدميهاتعجزان عن حملها ... وإذا بها تقترب من رجل مستلق على ظهره .. وفوق رأسه تماما يقفملك من أصحاب الوجوه الباردة الصلبة .. يحمل حجرا ثقيلا ... وأمام عينيها ألقىالملك بالحجر على رأس الرجل ... فتحطم وانخلع عن جسده متدحرجا ... صرخت .. بكت .. ثم ذهلت ذهولا ألجم لسانها ..
وسرعان ما عاد الرأس إلى صاحبه .. فعاد الملك إلى إسقاط الصخرة عليه ...
هنا .. قيل لها :
- هيا .. استلقي إلى جوار هذا الرجل ..
- ماذا ؟؟
- هيا ..
دفعت فيعنف .. فراحت تقاوم .. وتقاوم .. وتقاوم .. لا فائدة .. إن مصيرها لمظلم .. مظلمحقا ..
استلقت والرعب يكاد يقطع أمعاءها .. استغاثت بربها فرأت أبوابالدعاء كلها مغلقة .. لقد ولى عهد الاستغاثة عند الشدة ... ألا يا ليتها دعت فيرخائها .. يا ليتها دعت في دنياها .. ليتها تعود لتصلي ركعتين .. ركعتين فقط .. تشفع لها ..
نظرت إلى الأعلى فرأت ملكا منتصبا فوقها .. رافعا يدهبصخرة عاتية يقول لها :
- هذا عذابك إلى يوم القيامة ... لأنك كنت تنامينعن فرضك ...
ولما استبد اليأس بها ... رأت شابا كفلقة القمر يحث الخطى إلىموضعها .. ساورها شعور بالأمل ... فوجهه يطفح بالبشر وبسمته تضيء كل شيء من حوله ..
وصل الشاب ومد يديه يمنع الملك ...
فقال له :
- ما جاء بك؟؟
- أرسلت لها ... لأحميها وأمنعك ؟؟
- أهذا أمر من الله عز وجل؟؟
- نعم ..
لم تصدق عيناها ... لقد ولى الملك ... اختفى .. وبقيالشاب حسن الوجه .. هل هي في حلم ؟؟مد الشاب لها يده فنهضت .. وسألتهبامتنان :
- من أنت ؟؟
- أنا دعاء ابنك الصالح لك ... وصدقته عنك .. منذ أن مت وهو لا ينفك يدعو لك حتى صور الله دعاءه في أحسن صورة وأذن لهبالاستجابة والمجيء إلى هنا ..
أحست بمنكر ونكير ثانية ... فالتفتتإليهما فإذا بهما يقولان :
انظري .. هذا مقعدك من النار ... قد أبدله اللهبمقعدك من الجنة ..
إذا مات ابن آدم انقطع عمله الا من ثلاث " صدقةجارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له | |
|
إسلام عبدالفتاح
عدد الرسائل : 682 العمر : 36 العمل/الدراسة : كلية الهندسه السٌّمعَة : 0 نقاط : 6052 تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: هل أعددت الزاد ؟؟ الخميس يناير 14, 2010 12:34 pm | |
| موضوع اكثر من رائع جزاكم الله خيرا اللهم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلوبنا على دينك ودينك نبيك سيدنا محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم | |
|